دآئما هناك زوايا في داخلنا تبقى غير قابلة للعرض والإطلاع وهناك آلاما نعيشها في وسط أفراحنا لنخبئها بين ملامح الفرح ونوافذ لا نفتحها إلا في بداية الفصول ونهايتها و دائمآ هناك كلمات محذوفة من حديثنا رغم أنها حقيقة شعورنا..
وصمت طويل يقطع كل الآمال المعلقة ليحولها لحكايا متكررة في شريط ذاكرتنا الخرساء..
كل المشاعر والآمال والآلام التي طال عرضها ولم تجد صداها الحقيقي ولم تفهم كما هي؛ ترحل لمساحة الصمت البيضاء ..
تلك المساحة الواسعة التي ضاع بها الكثير من الأحلام والمشاعر والحقائق والتي طالما تعرضت للهزات والانهيارات المتكررة إلا أنها لا زالت أطهر من كثير ظنون وأجمل من كثير بوح
فما أجمل الصمت عندما يصبح أحد أصدقائنا في حكايا الخذلان، ومنفى البوح عندما يعدم الكلام ويحار الدمع مساحة خاصة جدا بين روح ونبضها تبقى صامدة..
لا تعافك عندما تطيل التأمل في تفاصيلها ولا تسأمك عندما تكرر كثيرا من أحداثها حتى الدمع الذي يتساقط ﻷجلها في كل مرة كأنما أول مرة يهطل لينبت بها كثير من زهور الأمل..
ودائما أشياءنا لا تكتمل ولا تستمر جميلة أم قبيحة دائما هناك نقص مهما زادت أشياءنا وتقادمت أرقام أعمارنا ودروس مندسة بين سطور حياتنا تنير شيئا من عتمة الغموض..
دائما في الحياة عمرآ آخر يذكر عندما نموت، وتصبح حياتنا أجمل عندما
نفقد ونصبح لا سبيل للوصول إلينا، كل المحاسن بنا تحيا عندما نموت
ومادام أننا على قيد الحياة سنبقى الأسوأ مهما كنا أجمل وسيبقى الكلام يرمى علينا، ويبقى للأعداء كيد مستمر، ويبقى كثير من البياض يدنس بكثير من الكذب والسوء والسخف....
لا بأس يا دنيا الفناء.. لا بأس
ففي الرضا جنة معجلة وفي ذلك حكمة لخالقنا .. فالجنة موطن الكمال والجمال الأبدي الذي لا يتغير ولا يتحول الجنة التي ندعو بها دوما هي بالتأكيد الذي لا ينقص بها جمال ولا يختلط
بأفراحها أحزان..والصبر على نقص الحياة ومتناقضاتها زاد جميل للظفر بالكمال
والجمال والراحة الأبدية..